أكّد عضو تكتّل "الجمهوريّة القويّة" النّائب فادي كرم، أنّ "لقاء معراب كان أكثر من جيّد، لأنّه أثار نقطة مهمّة جدًّا بالنّسبة للبنان اليوم، وهي نقطة طارئة بتجنِّب لبنان الدّخول في الحرب، وتمنع إدخال البلد بوحدة السّاحات، إن من قِبَل النّظام الإيراني أو من قبل إسرائيل، ونقطة تُبعد لبنان عن هذه المعركة المدمّرة التّي بدأنا نشهد فصولها؛ ولا سيّما أنّ المحور اليوم هو لبنان أكثر من غزة".
وبالنّسبة لغياب بعض الأركان الأساسيّين في المعارضة عن اللّقاء، فأشار في حديث صحافي، إلى أنّه "لم يكن موحِّدًا للمعارضة، لأنّه لم يتمّ تحضيره بشكل مسبق، وقد وُجّهت الدّعوات بشكل طارئ، وهناك بعض الجهات المعارِضة لديها ملاحظاتها، في حين أنّ هناك بعض الأفرقاء الّذين يميلون إلى الذّهاب أبعد ممّا هو مطروح؛ وأيضًا هناك بعض من لديهم خطوات أخرى غير الّتي اعتمدناها"، مركّزًا على أنّ "لهذا السّبب، المعارضة بحاجة إلى أن توحِّد رأيها وموقفها، ولكن بشكل عام كانت خطوة جيّدة في المسار الصّحيح، ويجب أن تتابَع بخطوات أخرى".
وعن كيفيّة استكمال ما حصل في معراب لجمع أغلبيّة القوى المعارِضة، لا سيّما منها الّتي لم تشارك السّبت الماضي، شدّد كرم على أنّ هذا "هو جوهر هذه اللّحظة، على الأفرقاء المعارِضة كافّة لـ"حزب الله"، الّتي تشكّل الأكثريّة العظمى في لبنان، أن تتوحّد لوضع حدّ للحزب، وإقامة توازن معه وكسره بالسّياسة طبعًا، وتضع اختلافاتها وتبايناتها جانبًا".
ورأى أنّه "ليس من الخطأ أن يكون هناك بعض التّباينات والاختلافات، ولكن الخطأ ألّا تكون موحّدة، والخطأ الأكبر أن تعرقل بعضها بعضًا فقط في مفهوم تأدية الأدوار، فـ"القوات اللبنانية" اليوم منفتحة للتّواصل مع الجهات المعارِضة كافّة، وهي منفتحة من أجل حصول لقاءات وجلسات أخرى، وقد تكون هناك تحرّكات ديمقراطيّة وضمن القانون".
وحول من يأخذ على "القوّات" ألّا حليف لها، اعتبر أنّ "هذا كلام كلّ من يخشى "القوّات اللّبنانيّة"، وهو بالذّات "حزب الله" ومحور الممانعة، ومن تنظيمها وخطواتها وطرحها الوطني، فكلّ هذه الخشية يعكسها محور الممانعة ليس بمراجعة ذاتيّة، وبإعادة النّظر بسياسته وتفكيره في الوضع الوطني العام، إنّما يمارس خطّة الهروب إلى الأمام، بحيث أنّه يحاول إطلاق الشّائعات على "القوّات" من خلال إعلامه الّذي يبثّ يوميًّا بعض الأخبار غير الصّحيحة، الّتي هي من نسج مخيّلته، وهذه واحدة من الأمور الّتي تؤكّد انزعاجه من "القوّات".
وأضاف كرم: "لو لم يكن منزعجًا من هذا المؤتمر ومن دور "القوّات"، لما كان قد أعطى أهميّةً قصوى لهذا المؤتمر، إلى حدّ أنّه نسي أنّه في معركة ضدّ إسرائيل في الجنوب، ويتابع فقط ما يحصل في معراب، ما يؤكّد مدى انزعاجه من هذا المؤتمر بعدما استوعب مدلولاته، الّتي قد لا تغيّر الوضع الوطني بشكل جذري، ولكن هو نوع من البداية لحصول مؤتمرات أخرى".
وعن مخاوف من إمكانيّة عقد التّفاهم الّذي حصل في انتخابات نقابة المهندسين، على صعيد الاستحقاق الرئاسي، أكّد أنّه "حتّى لو حصل مثل هكذا تفاهم بإمكاننا المواجهة، وهذا لا يعني أنّ المعركة قد انتهت، ولكن ممّا يتبيّن أنّه ليس باستطاعتهم التّوافق إلّا على خيار آخر".
وعن ملف النزوح السوري ووجود من يعمل على فتنة مسيحيّة- سوريّة، لفت إلى أنّ "لا أمل في نجاح هكذا فتنة، ولو حاول البعض من تخفيف وهجها الوطني ووضعها بين فئة لبنانيّة. فالوجود السّوري غير القانوني، وباعتقادي أنّ جميع اللّبنانيّين هم ضدّ الوجود السّوري غير القانوني من دون استثناء".
وبيّن كرم أنّ "هناك البعض يحاولون وضعها في إطار نزاع سوري- مسيحي، بهدف إضعاف الإجراءات المتّخذة، ولإفشال كلّ محاولات إعادة النازحين السوريين إلى سوريا، ومن الواضح أنّ النّظام السّوري هو من يسعى إلى هذا الأمر وأزلامه في لبنان، وهم كانوا قد خرجوا من الصّورة إنّما لم يختفوا نهائيًّا، وما زالوا يتحرّكون بهذا الفكر الفتنوي الّذي يمارسونه في كلّ الأوقات، فهذا هو أسلوبهم في المواجهة السّياسيّة؛ لأنّهم لا يؤمنون إلّا بالفتنة والفوضى والتّدمير والقتل".